حققت شركة "هواوي" التكنولوجية الصينية عودة قوية إلى صدارة سوق الهواتف الذكية في الصين خلال الربع الثاني من العام الجاري، متجاوزة منافسين كبارًا مثل شركة "أبل" الأميركية والشركات المحلية مثل "شاومي"، وفقًا لتقرير صادر عن شركة الأبحاث الأميركية "IDC".
وذكر التقرير أن "هواوي" تمكنت من شحن 12.5 مليون هاتف ذكي خلال هذه الفترة، لتستحوذ بذلك على حصة سوقية بلغت 18.1%، وهي المرة الأولى التي تتصدر فيها الشركة السوق الصينية منذ أكثر من أربع سنوات، بعد أن واجهت تحديات جسيمة على الصعيدين المحلي والدولي.
ويأتي هذا الانتعاش الكبير بالرغم من العقوبات والتقييدات الأميركية التي فرضت على "هواوي" منذ عام 2019، والتي حدّت من قدرتها على الوصول إلى مكونات وتقنيات حيوية من الأسواق الغربية، وأجبرتها على تطوير حلول داخلية ومكونات خاصة بها لتأمين استمراريتها التكنولوجية.
ورغم أن السوق الصينية للهواتف الذكية شهدت تراجعًا بنسبة 4% على أساس سنوي خلال الربع نفسه، حيث بلغ إجمالي الأجهزة المُباعة نحو 69 مليون وحدة، فإن أداء "هواوي" شكّل استثناءً لافتًا في ظل بيئة اقتصادية صعبة وتراجع ثقة المستهلكين، بحسب المحلل في IDC، آرثر غو.
وأوضح غو أن التحسن الأخير في العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة لم يكن كافيًا لتحفيز نمو ملحوظ في السوق، متوقعًا استمرار التباطؤ خلال النصف الثاني من العام الجاري.
من جهة أخرى، واصلت شركة "أبل" الأميركية تراجعها في السوق الصينية، واحتلت المركز الخامس بحصة سوقية بلغت 13.9%، وفق التقرير ذاته، مما يعكس انخفاضًا مستمرًا في مبيعات أجهزة "آيفون" في البلاد، التي فقدت خلالها الشركة موقعها كأكثر العلامات التجارية مبيعًا أمام المنافسين المحليين.
ورغم النمو الاقتصادي الذي حققته الصين في الربع الثاني بنسبة 5.2%، لا تزال المنافسة بين كبرى الشركات التكنولوجية تحتدم، في ظل اتهامات مستمرة من قبل الولايات المتحدة لبكين باستخدام معدات شركات مثل "هواوي" لأغراض تجسسية، وهي ادعاءات نفتها الشركة بشكل قاطع مرارًا.
