في تقرير جديد أثار جدلًا واسعًا، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي كواليس خطة سرية تضم ثمانيةً وعشرين بندًا، وضعتها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. خطةٌ وُصفت بأنها الأكبر والأجرأ منذ بدء الحرب، وأحدثت صدمة في عدد من العواصم العالمية.
القصة بدأت في الثاني والعشرين من أكتوبر. ففي رحلة عودة من الشرق الأوسط، وبعد نجاح جهود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، قرر المبعوثان الأميركيان جاريد كوشنر وستيف ويتكوف نقل خبرتهما الدبلوماسية إلى ملف الحرب الأوكرانية. خطوةٌ مفاجئة لم تكن معلنة في ذلك الوقت.
بعد ثلاثة أيام فقط، جمعتهما مائدة عشاء في ميامي مع مبعوث الرئيس الروسي، كيريل ديميتريف. هناك، بدأت تتشكل ملامح خطة جديدة للسلام، تقوم على إعادة صياغة التفاهمات التي ناقشها ترامب وبوتين خلال قمتهما الأخيرة في ألاسكا. لقاءاتٌ مكثفة تتابعت، وانتهت بصياغة النسخة الأولى من الخطة.
وبحلول مطلع نوفمبر، حصل كوشنر وويتكوف على موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما تم إبلاغ وزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جي دي فانس بتطورات الملف. بعدها طُرح اسم وزير الجيش دان دريسكول لقيادة مهمة تقديم الخطة إلى أوكرانيا، رغم أن زيارته لكييف كانت مخصصة أصلًا لملفات عسكرية وتقنية.
في تلك الأثناء، عقد كوشنر وويتكوف اجتماعين في ميامي مع مستشار الرئيس الأوكراني، روستيم أوميروف، وبمشاركة مسؤول قطري رفيع. استمع الرجلان للملاحظات الأوكرانية، واقترحا طرح الخطة مباشرة على الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
ومع تسارع الأحداث، خرجت الخطة إلى العلن في الثامن عشر من نوفمبر. مصدر أميركي كشف النقاط الثمانية والعشرين، مؤكدًا أن واشنطن تشاورت مع الجانب الروسي، بينما أكد مسؤول أوكراني آخر أن كييف اطّلعت بالكامل على المقترح.
لكن المفاجأة جاءت من ردود الفعل الدولية. فقد استقبلت العواصم الأوروبية الخبر باندهاش شديد، بسبب ما تضمنه المقترح من تنازلات اعتبرتها كييف مؤلمة. حتى في واشنطن وكييف، أثار الإعلان ارتباكًا لدى مسؤولين لم يكونوا على علم بالمفاوضات السرية.
وعندما طلب دبلوماسيون أوروبيون إيضاحات من وزارة الخارجية الأميركية، جاء الرد بأن الوثيقة ليست خطة ترامب الرسمية. لكن تقارير أكدت أن ترامب تبنى الخطة بالكامل، وأصر على توقيعها قبل عطلة عيد الشكر، مع وضع جدول زمني صارم لإنهاء التفاوض.
وبحسب مصادر أوكرانية، وافق الرئيس زيلينسكي على اعتماد الخطة كأساس للنقاش، رغم صعوبتها، لأنه لم يكن في وضع يسمح برفضها.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، يبقى السؤال الأكبر:
هل تمهّد خطة البنود الثمانية والعشرين لنهاية الحرب… أم لبداية مرحلة جديدة في أوروبا؟
