وصف المدون

إعلان الرئيسية

https://blogger.googleusercontent.com/img/a/AVvXsEjuofiYadsdix60Y1dy-Wz32qToDQ7SKFZbzwy5PFFzqYDJrSyGHpKpSADwxNUJ2W0JSQiBACFr-GTyhrd_-aEkY8eBJ-ZxPqeELG9puU7s1zVhvlwIlFRXXIIXQqkucgquHu4QWg52KVxzSpRYp6TGN9RW4LuR_HEhb9xZST8zVTigMmUwPHqliG1QTkA=s1600
الصفحة الرئيسية إطلاق الملايين من الذباب في امريكا لمكافحة تفشٍ طفيلي يهدد الثروة الحيوانية

إطلاق الملايين من الذباب في امريكا لمكافحة تفشٍ طفيلي يهدد الثروة الحيوانية

حديث الناس:



في خطوة غير مألوفة لكنها ضرورية، تستعد السلطات الزراعية الأمريكية لإطلاق مئات الملايين من الذباب المعقّم جوًا، ضمن خطة طارئة تهدف إلى احتواء انتشار الدودة الحلزونية للعالم الجديد، وهي آفة طفيلية تهدد الثروة الحيوانية في البلاد، وتقترب بسرعة من حدودها الجنوبية.

وتُعد هذه المبادرة جزءًا من برنامج بيئي بيولوجي دقيق يعتمد على "محاربة الذباب بالذباب"، من خلال نشر ذكور معقّمة من نوع معين من الذباب، لا تملك القدرة على الإنجاب. وعندما تتزاوج هذه الذكور مع الإناث البرية، تتوقف دورة التكاثر، مما يؤدي تدريجيًا إلى انقراض السلالة الغازية.
تهديد قادم من الجنوب
تفشّت الدودة الحلزونية مؤخرًا في عدة دول من أمريكا الوسطى، من بينها بنما وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا، وهي أول موجة تفشٍ واسعة منذ أكثر من عقدين. ومع وصول الإصابات إلى جنوب المكسيك في نوفمبر الماضي، ارتفع منسوب القلق لدى الجهات الصحية الأمريكية، وأُغلقت عدة نقاط تجارية للماشية على الحدود كإجراء احترازي.

وفي رسالة تحذيرية وُجهت إلى الحكومة في يونيو، طالب 80 مشرعًا أمريكيًا بتسريع الاستجابة، وأعلنت وزارة الزراعة لاحقًا عن خطط لإنشاء منشأة جديدة لتربية الذباب المعقّم قرب حدود تكساس والمكسيك، لمضاعفة الإنتاج الحيوي لهذا النوع من الذباب.
الدودة الحلزونية: آكل حيّ يهدد المواشي

تُعرف الآفة الطفيلية باسم Cochliomyia hominivorax، وهي يرقة تنتمي إلى ذبابة ذات لون أزرق معدني، تختلف عن بقية ذباب الجيف في نصف الكرة الغربي بأنها تتغذى على أنسجة الحيوانات الحية وليس الميتة.

ويشرح الدكتور فيليب كوفمان، أستاذ علم الحشرات في جامعة تكساس A&M، أن الذبابة الأنثى تضع من 200 إلى 300 بيضة على جروح مفتوحة في جسد الحيوان، لتفقس اليرقات خلال ساعات قليلة، وتبدأ بالتغذي على اللحم الحي، مما يؤدي إلى تشكّل جروح عميقة وخطيرة.

بدوره، قال الدكتور توماس لانسفورد، من لجنة صحة الحيوانات في تكساس، إن اليرقات تسقط لاحقًا على الأرض وتتحول إلى ذباب بالغ، ما يُسرّع دورة الانتشار.

منذ بداية عام 2023، سُجّل أكثر من 35 ألف إصابة مؤكدة بالدودة الحلزونية في أمريكا الوسطى، منها 83% في قطعان الأبقار، بحسب بيانات "لجنة بنما–الولايات المتحدة للقضاء على الدودة الحلزونية (COPEG)".
خسائر اقتصادية وقلق بيطري

الضرر لا يقتصر على الصحة الحيوانية فحسب، بل يمتد إلى الاقتصاد الزراعي. إذ تتطلب معالجة الإصابات تنظيف الجروح وتطهيرها وتغطيتها بعناية، في حين أن الإصابات غير المعالجة قد تقتل الحيوان خلال أسبوعين فقط، وفقًا للخبراء.

وقال ستيفن ديبل، مربي ماشية ونائب رئيس جمعية مربي الماشية في تكساس، إن المراقبة اليومية للقطيع أصبحت ضرورة، مؤكدًا أن "أي تفشٍ واسع ستكون له تكلفة اقتصادية مدمّرة".

وأوضح أن عدم وجود لقاحات أو وسائل فعالة لصد الذباب، يزيد من تعقيد الموقف، مشيرًا إلى أن أبسط الجروح الناتجة عن التعليم أو الوسم قد تتحول إلى بوابات لدخول اليرقات.
التحدي الأوسع: الطفيلي لا يعرف الحدود

يُخشى من أن تتحوّل العدوى إلى وباء بيئي، خاصة أن بعض الحيوانات البرية مثل الغزلان والطيور والقوارض قد تلعب دورًا في نقل الطفيلي خارج نطاق السيطرة، ما يجعل المراقبة البيئية أمرًا بالغ الصعوبة.

وفي ضوء كل ذلك، ترى السلطات الأمريكية أن خطة إطلاق الذباب المعقّم جوًا ليست مجرد خيار بيئي، بل ضرورة استراتيجية لحماية الأمن الغذائي والثروة الحيوانية في وجه تهديد بيولوجي صامت، قد تكون له تداعيات إقليمية واسعة.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع